إسلوب سالم في الأداء على العود:

لم يُحس سالم يوما ً ما أو ينظر إلى نفسه على أنه عازف على العود وإنما مُؤدى و متحدث بواسطة العود وبذلك فالعود [ وكذلك الموسيقى ] بالنسبة له لسانه الذي ينطق به ووسيلة التعبير التى يُعبر بها عما يحس ويشعر به وبطريقة لا تستطيع اللغة العادية أن تقوله او تُوصله، وهذه الرؤية والفهم والأحساس أدى إلى إرتباطه بالعود إرتباطا ً عُضويا ً إلى الحد الذي كان عندما ينام يضع العود الى جواره [ ولازال يفعل ذلك أحيانا ً] وهذه العلاقة بينهما أطــّـرت وبلورت علاقته وتعامله وإحساسه بالعود وعلى وفق هذه الأُسس بدأت معرفته بالعود والتي حددت مسارات دراسته له وسعيه إلى دراسته دراسة متواصلة وعميقة وبإجتهاد منه علم العزف على آلتى البيانو والجيتار [Classic] لأسباب منها السعي لتطوير القدرات الأدائية والتعبيرية للعود، وبالسعي والإجتهاد والبحث والتطوير الذاتي أصبح يمتلك إسلوبا ً مميزاً في التأليف والآداء على العود عرّفْ به الجمهور منذ بداية ظهوره وميزه عن غيره وهذا الاسلوب صممه وأرسى خصائصه بنفسه ولم يحاكي أو يقلد احدا ً فيه بل هو واحد من مبتكراته العديده ، ولهذا الأسلوب مظاهر عدة لعل من أبرزها النقاء الصوتي والآداء المتقدم المستند على فهم عميق للعود . وبصبر شديد وبمعرفة موسيقية وبفكر رياضي منطقي عمل بدأب وإصرار على تطوير مفاهيم لم تكن معروفة على آلة العود من قبل مثل اللون الصوتي [Tone color] والمدى الصوتي [Register] والشدة الصوتية [Execution] وبالإضافة إلى ذلك طــّـور مهارات إستعمال المضراب/ الريشة [Plectrum] حتى وصل بها إلى سرعة في الأداء غير مسبوقة .
ولقد إبتكر أسلوب دوزان (Tuning ) للعود خاص به قام بتطويره على أساس رياضي وكذلك عمل بجد ومثابرة لتطوير وتوسيع المدى الصوتي للعود أفقيا و عموديا:
أفقيا ً:
بواسطة توسيع المدى الصوتي للدرجات الصوتيه التي يمكن أدائها على العود حتى توصّل إلى أن تأدية أربعة دواوين(أوكتاف) كاملة على العود .
عمودياً :
طور عدة أساليب تقنية كإستعمال التآلفات (Chords) على العود ، إستخدام اليد اليسرى فقط ، إستخدام اليد اليمنى فقط ، إستخدام التوافقات(الطبيعية و الصناعية)، إستخدام إسلوب النقر((Pizzicato، إلخ...
وكمؤلف على آلة العود وبسبب تعرّفه العميق على تقنيات العزف وبسبب إستعداده الطبيعي ودراساته لعلوم التوافق [Harmony] والطباق [Counterpoint] والتأليف الموسيقي [Music Composition] الأوربي بالإضافة إلى دراسة خصائص ومفاهيم الموسيقى العراقية والعربية والشرق أوسطية بدأ بتأليف مؤلفات خاصة للعود تعكس وتبرز المفاهيم الأدائية والتكنيكية التي تحدثنا عنها في أعلاه.
وعلى طريق تطوير الجوانب الأدائية والتكنيكية للعود قام بعمل إعدادات [Arrangements] للعديد من المؤلفات الموسيقية التي كتبت أصلاً لآلات أخرى مثل البيانو أو الجيتار أو الكمان أو التشيلو أو أعمال لفرق موسيقية كبيرة [Symphony Orchestra] محافظا عليها ومنفذا لها على العود بأسلوب مبتكر ومثير وناجح جدا وقد قدم العديد منها في أُمسياته المنفردة في العديد من دول العالم. ومن هذه النماذج يمكن أن نشير إلى بعض ٍ منها:

1. [جارداش ] .. فيتوريو مونتي.. كتبت أصلا للكمان المنفرد .
2. [ كابريس رقم 24] ..باكانيني.. كتبت أصلا للكمان المنفرد.
3. [ إلى أليزا] .. بيتهوفن ... كتبت اصلا للبيانو.
4. [ قصة حب ] .. فرانسيس لي .. كتبت أصلا للبيانو.
5. [ المارش التركي ] .. موزارت.. كتبت أصلا للبيانو.
6. [ منويت ] .. ج.اس. باخ.. كتبت أصلا للأورغن الكنسي.
7. [ استورياس] .. إسحق البنيز.. كتبت أصلا للبيانو وأشتهرت على آلة الكيتار.
8. [الرقصة المجرية رقم 5].. برامز.. كتبت لأوركسترا كبيرة سيمفونية.
9. [ رقصة السيوف ]..خاتشادوريان.. كتبت أصلا لأوركسترا سيمفونية كبيرة.
10. [رومانسٍ] .. من الفلكلور الإسباني .. مكتوبة لصوت بشري ولها إعداد جميل جدا ً ومشهور للكيتار.
11. [ طيران النحلة ].. رمسكي كورساكوف.. مكتوبة اصلا ً للجلو المنفرد مع البيانو.
12. [ العيون السود] .. من الفلكلور الروسي.

من ناحية أُخرى كانت [ ولازالت] مهمة الحفاظ على الهوية والشخصية العربية والشرق أوسطية للعود من الأهداف التي يوليها إهتماما ً كبيرا ً لأنه يؤمن بأن الموسيقى هوية ووسيلة تعبير وتفاهم وإثراء وتواصل ولذلك سعى بجهد كبير لتأكيد الهوية في كل مؤلفاته وأدائاته وإعداداته للعود بالرغم من أن دائرة إهتماماته وعمله ومؤلفاته تغطي مساحة واسعة من الموسيقى الكلاسيكية إلى المقام العراقي مرورا بالموسيقى العربية والتراثية والمعاصرة لعصور وثقافات ودول عديدة.
 

 

     

     

 

Designed and hosted by ENANA.COM