oh

 



قيادة الأوركسترا:

عملية إدارة مجموعة كبيرة من المؤديين مُقسمين إلى عدة أقسام هي عملية صعبة جدا ً ومعقدة وتحتاج إلى إتقان معارف وعلوم عدة ولكنها ضرورية جدا ً ولا غنى عنها لأجل تقديم أعمال موسيقية راقية وبأسلوب ومستوى محترف ، وبالنسبة له فإن قيادة الأوركسترا هي وسيلة من وسائل التعبير التي يستطيع بواسطتها نقل أفكاره وأحاسيسه عن طريق المؤدين إلى الجمهور وبذلك تصبح حركة الأيدي أو تعابير الوجه أو الإيماءات رسائل سريعة ولكنها فعّالة في التعبير عما يريد من المؤدين وبالرغم من التعب الشديد والأرهاق إلا أن الإنتهاء من أي عمل ومن ثَم الإستدارة إلى الجمهور وتلقي إعجابهم وتشجيعهم يعطي قوة دفع لايمكن وصفها للتواصل والإستمرار .
ولعل من أجمل مظاهر قيادة الأوركسترا أنه لايمكن قيادة نفس العمل بنفس الطريقة مرتين الأمر الذي يمنح تحديا ً وتجددا ً وهو شيئ يُحسه سالم ويَعيشه في كل مرةٍ يُشاركُ فيها مع الأوركسترا فى تقديم عملٍ ما.
وقائد الأوركسترا يُمارس إلى حدٍ ما دور التربوي أو المعلم ليس بالنسبة للأوركسترا فحسب بل بالنسبة لعدد كبير من المستمعين والمشاهدين وذلك من خلال تقديم فهمهُ وتصورهُ لماهية عمل ما ، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة إلى إثراء المعرفة الموسيقية والفنية للمتلقي ويوفر له [أي المتلقي] فرصة أخرى لإضافة معارف وصور وأساليب جديدة ربما لم تكن متوفرة له من قبل سواء ً بالنسبة لعدة أعمال مختلفة لمؤلف واحد أو لعدة مؤلفين أو بالنسبة لعمل واحد لمؤلـِـف واحد ولكن يُقدم من قبل عدة أُوركسترات.
ولقد بدأت رغبة سالم بتشكيل وقيادة الأوركسترا مبكراً. ولعل من الأمثلة الرائعة التي يمكن ذكرها في هذا المجال هي الأوركسترا الضخمة التي أسسها في بغداد في عام [1992] وكان ذلك أثناء تَقلُده منصب عميد معهد الدراسات النغمية العراقي وأسماها [ أوركسترا التراث الموسيقي العراقي] ولعلها كانت أكبر أوركسترا للتراث في ذلك الوقت! حيث أنها كانت تتكون من أكثر من [350] ثلاثمائة وخمسون عضو بين أداء آلي وصوتي، ولمعرفته بعراقة وتنوع وغنى التراث الموسيقي العراقي حيثُ يتكون العراق من عِدة قوميات فقد هدف من تأسيس تلك الأوركسترا إلى تقديم نماذج من التراث الموسيقي الآلي والصوتي ، وقد قدم سالم مع تلك الاوركسترا على المسرح البابلي- القاعة الكبرى عام 1992 وعلى مايُذكر إنه يُعتبر الكونسرت الوحيد لهذه الأوركسترا  [ إضغط للمشاهدة ] حيث كان المنهاج كما أسلفنا يحتوي نماذج من فلكلور القوميات العراقية موسيقى وإنشاد و شارك في الأدوار المنفردة الصوتية الفنانون محمود زازا وجورج إلياس وغيرهم [ إضغط للمشاهدة ].ومن الأشياء الطريفة التي يذكرها أنه قد تم عمل موقع مرتفع له للجلوس عليه [أضغط للمشاهدة] لأنه كان يؤدي على العود مع الأوركسترا وكان إرتفاع المسرح أكثر من مترين والمسافة بينه وبين الحافة لاتتجاوز السنتمترات القليلة وذلك لأن حجم الأوركسترا كان كبيرا ً على الرغم من سعة المسرح البالبلي- المسرح الكبير.
وإستمرت علاقته بالمجاميع الموسيقية ولكنها تطورت بشكل كبير مع الأوركسترا السمفوني حيث البناء مختلف والآلات متنوعة والألوان الصوتية والإمكانات أكثر ثراءً وأغنى تعبيرا ً
ومبكرا ً ومنذ أول مرة قاد فيها أوركسترا سمفوني وكان ذلك في بغداد مع الأوركسترا السمفونية الوطنية العراقية وحتى وقتنا الحالى وهو يقود أوركسترا [SAKO] يحس سالم في كل مرة أنه يساهم مع الأوركسترا والجمهور في صنع تجربة فريدة، تجربة تأخذ المُتلقي خارج حدود المكان والزمان وتطوف به إلى عالم أرحب وأجمل وهو عالم الروح والوجدان والمشاعر والأحاسيس..عالم الموسيقى.
 

     

     

 

Designed and hosted by ENANA.COM